السلام عليكم
نشكر لك المتابعة للوضع الراهن فيما يخص مواد البناء وبالذات الحديد
ياأخي المتمعن في الأحوال الداخلية من عدم إقراض للمقاولين وتحرز من البنوك في دعم المشاريع المختلفة سواءا الخاصة أو الحكومية يلاحظ أن حظوظ مواد البناء بدأت بالتوجه للكساد ولا أدل على ذلك من مصنعي الحديد اللذين سيفلسان فلو أنهما إستطاعا بيع الكميات المخزنة لما اضطرت البنك للإستحواذ عليهما فمستودعات المصانع والوكلاء والتجار تنوء بما فيها من جبال الحديد التي سيكون مصيرها الصدأ هذا لو لم يسارع اصحابها بخفض الاسعار قبل فوات الأوان ناهيك عن الكثير من العوامل المؤثره من زيادة إغراق السوق بالكميات المستوردة وإكتفاء الأفراد بالزوبعة التي احدثتها سابك قبل شهرين حيث ابتلعوا الطعم وحصلوا على الكميات كاملة ولا يوجد طلب لمواجهة عمليات انقاذ صفقات الحديد المتكدس,صدقني سيصل التأثير للأزمة العالمية الينا شئنا أم أبينا ان لم يكن الآن وبالمنظور القريب فإن الأزمة لابد ان تكتمل حلقاتها وتصل لكل من إستفاد من ارتفاعات في نفط أو استثمار عالمي.
كما كنا نوصي بالإحتفاظ بالسيولة في جميع شئوون الحياة ومهما كان قوة دخلك وإستثمارك وقنن تطلعاتك
الذكي هو من يخرج من هذه الازمة بأقل الخسائر أما الربح سيكون محفوفا بالمخاطرة الشديدة
لو نظنا لمحيطنا فإخواننا الخليجيين بدأوا يدفعون ثمن تعجلهم في التنمية ولا نلومهم فلهم أسبابهم الخاصة فالكويت لها تجربتها السابقة في الاستثمارات الخارجية والتي وإن اعتبرتها برهان نجاح فقد اثبت الوضع الراهن ان ليس جميع التجارب تتناسب في مختلف الأحوال فالإقتصاد ليس معادلة مكتملة المعطيات ولجميع الظروف
أما الإمارات وإن كانت نجحت لعقدين من الزمن لتكون مركزا عالميا فهي تعجلت الوصول غير آبهة بالمخاطر وأخذها العجب بنفسها وهي من مصائد البدوي الغرور وقلة الأناه فكما كانت قصة النجاح اسطورية فستكون تراجيديا السقوط مأساوية ناهيك ماستجر وراءها من مآسي مالية وبؤس إجتماعي سيجر اليه مواطنين من جميع القارات التي اندفعت خلف عباءة الإعرابي المغرور الذي مازال يرتدي الفوطة تحت الكندورة وينسى انه خرج من الخيمة قبل ثلاثة عقود ,عموما سنشاهد تساقط النظرية الإماراتية ومن راهن على نجاحها الكاسح وستبطيء من تسارعها قبل التراجع والهدوء .
عموما لانتوقع ان نشاهد اي تراجع في الاسعار خلال اسبوع او اسبوعين فالحديث عن ازمة عالمية قاسية يتحدث بها الرواة وتتناقلها الأجيال سيستمر لسنوات لم يمضي منها سوى ثمانية أشهر وسنتذوق مرها وشهدها .